الملاحظة في البحث العلمي
تعتبر الملاحظة العلمية والمباشرة Direct Observation
وسيلة لجمع البيانات بطريقة منهجية مقصودة من خلال
ملاحظة السلوك العفوي التلقائي في الظروف أو المواقف الطبيعية، بتوجيه الانتباه
إلى الأحداث أو الظواهر والسلوك، والعلاقات التي تربط بينها، وهذا ما يجعل
الملاحظة العلمية المقصودة معتمدة في نتائجها وتحليلها للظاهرة أكثر من الملاحظة
غير المقصودة، أو العابرة. فالملاحظة العابرة تجري دون إعداد مسبق، ودون تحديد
لهدف معين للملاحظ، ودون تفكير مسبق فيها. ولا ينفي ذلك أهمية الملاحظة العابرة،
إذ بالإمكان من خلالها الإنتباه لظواهر أو سلوكات، أو مشكلات في البيئة المحيطة لم
يكن الباحث قد إنتبه إليها مسبقاً، أو فكر بها، وبالتالي، فقد تكون خطوة أولية غير
مباشرة للإعداد للملاحظة العلمية المقصودة.
وتعد
الملاحظة العلمية المقصودة وسيلة هامة
كونها تسهم إسهاماً أسياسيا في البحث الوصفي. تمكن الملاحظة الباحث من الحصول على
معلومات فيما يتعلق بالأشياء المادية والنماذج.. وبهذه الحالة، تكون العملية بسيطة
نسبيا، حيث تتضمن التصنيف والقياس والعد..ولكن هناك عمليات تتضمن دراسة الإنسان
أثناء قيامه بعمله.. وتعد أكثرها تعقيدا وصعوبة.
خطوات
إجراء الملاحظة :
·
تحديد الهدف من الملاحظة، وبهذا تتحدد إجراءات الملاحظة.
·
تحديد السلوك المطلوب ملاحظته إجرائياً، والتركيز عليه.
·
تحضير الوسائل الملائمة لتسجيل السلوك والمواقف المراد
ملاحظتها، كأن تكون وسائل تقنية كأداة الكاميرا، وفيديو التسجيل الصوري والسمعي..
·
التأني بالملاحظة، ذلك بتتبع السلوك وما يتبعه وما يتعلق
به بدقة وبانتظام.
·
التدرج والترتيب في متابعة السلوك أو الظاهرة المراد
دراستها.
·
يمكن تدوين الملاحظات التي تثير الانتباه أكثر من غيرها،
عندما يرى الباحث أهميتها.
شروط الملاحظة:
·
توخي الصدق والموضوعية : أي البعد عن الذاتية في
الملاحظة، والحرص على الصدق في متابعة الظاهرة، أو السلوك الملاحظ.
·
الحرص على ملاحظة كل سلوك مهم أو يدخل ضمن الدراسة بدقة.
·
التحقق من صلاحية أدوات ووسائل التسجيل المستخدمة في
الملاحظة.
مزايا
وعيوب الملاحظة العلمية:
إن مقدرة الباحث على استخدام الملاحظة بطريقة علمية تعتمد على تحيزاته
السابقة، وعلى مقدرته في الفهم والتصور، ونظرته وقدرته على تعرف العلاقات السببية
والنتائج، ودعلى دقته في تسجيل نتائج ملاحظاته..وإذا ما احسن استخدام وسيلة
الملاحظة فسيتبين له بعض من مزاياها ومنها أنها من أكثر الوسائل المباشرة لدراسة
العديد من الظواهر، فهناك جوانب عديدة من السلوك الإنساني لا تتم دراستها بدرجة
مرضية إلا بهذه الطريقة. كما تسمح بتجميع البيانات في المواقف السلوكية المثالية
من الناحية التلقائية، وتسمح بتسجيل السلوك مع حدوثه في ذات الوقت. ولا تعتمد
الملاحظة على أحداث الماضي بل على الحاضر، وتسمح بالتعرف على البيانات التي قد لا
يفكر بها الباحث عند استخدام وسائل جمع البيانات الأخرى كالمقابلة والاستبانة. ومع
ذلك فللملاحظة أيضا عيوب منها أن الأشخاص المستهدفين بالملاحظة قد يعمدوا إلى تصنع
السلوك عندما يكتشفوا أنهم تحت الملاحظة. قد يحدث ما لم يتوقعه الباحث، فلا يكون
موجودا أثناء حدوثه..وكثيراً ما تتدخل عوامل خارجية كالتغير في الطقس، وعوامل
طارئة شخصية للباحث..كما أن الملاحظة محددة بوقت، وفي بعض الاحيان قد تستغرق
الأحداث وقتاً اطول، وتتطلب متابعة، وقد تستغرق سنوات بين فترة وأخرى، كما وقد
تتطلب تغير في الأماكن، وبالتالي يكون من الصعب أو المستحيل على الباحث أن يجمع
البيانات والأدلة الضرورية اللازمة. وهناك بعض الأحوال التي لا تفيد فيها الملاحظة
لأنها غير ممكنة بالنسبة لحياة الناس الخاصة.
أدوات
أخرى لجمع البيانات :
هنالك أدوات أخرى يمكن أن تستخدم بمفردها أو
مع غيرها من الأدوات لزيادة التأكد من النتائج، مثل المقاييس السوسيومترية التي
تقيس العلاقات الاجتماعية. كما وهناك أساليب إسقاطية للحصول على البيانات المطلوبة
من المستجيب، يتم الحصول منه على معلومات معينة بطريقة غير مباشرة، كأن يطلب منه
تفسير مثيرات غامضة من خلال عرض صورة، أو الحديث عن موضوع ما بحرية..فيكشف بصورة
غير مباشره أو دون وعي منه عن مشاعره، وأفكاره، ويتبين من خلال استجاباته خصائص
شخصيته.، وتستخدم في منهج دراسة الحالة. وهناك أيضاً أسلوب تحليل المضمون الذي يستخدم
في تحليل محتوى المادة التي تقدمها وسائل الاتصال الجمعي أو "الجماهيري"
كالصحف والجلات والكتب والأفلام وبرامج التلفزيون.وذلك بالوصف الموضوعي المنظم
الكمي للمحتوى الظاهر لوسيلة الإتصال.
المصدر:
·
جابر, عبد الحميد جابر. (2017). مناهج البحث العلمي في
التربية وعلم النفس. دار النهضة العربية, ط1.
·
ملحم, محمد سامي. (2017). مناهج البحث العلمي في التربية
وعلم النفس. دار الميسرة للنشر والتوزيع, ط9, عمان.
التعليقات
رد