
محددات استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي
يعد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لكتابة البحوث العلمية بشكل كامل
انتهاكًا لأخلاقيات البحث
العلمي، خاصةً وأن بعض الباحثين والعلماء وجدوا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم أوراق
علمية غير صحيحة ولا تعبر عن الواقع مما قد يتسبب بعواقب وخيمة على جودة البحث العلمي
ومخرجاته التي تعتبر واحدة من أهم مصادر البيانات التي يتم الاعتماد عليها في اتخاذ
القرارات والأحكام العلمية التي تؤثر في الكثير من مناحي الحياة.
كما أن الاعتماد
على الذكاء الاصطناعي بصورة كاملة في كتابة البحوث العلمية يعتبر مشكلة كبيرة بالنسبة
للمحكمين خاصةً فيما يتعلق بالنتائج التي تتوصل إليها البحوث، فمن خلال استخدام الذكاء
الاصطناعي لا يمكن الجزم بأن النتائج التي تم الحصول عليها هي نتائج صحيحة ومعبرة عن
واقع المجتمع؛ وبالتالي فإن ذلك يقلل من مصداقية البحث العلمي وما يخرج به من نتائج،
مما يؤدي إلى فقدان الثقة بصورة عامة في البحث العلمي ومخرجاته في مختلف المجالات.
وبالتالي فإن استخدام الباحثين لأدوات الذكاء الاصطناعي
يجب أن يكون ضمن الحدود المسموحة والتي تقرها الجامعات والمؤسسات البحثية، وبما يتناسب
مع أخلاقيات البحث العلمي، حيث أن خروج الباحثين عن هذه الحدود يسيء إلى العلم والبحث
العلمي والنتاج المعرفي للبشرية عمومًا، فلا بد من التأكيد على أن كتابة البحوث العلمية
يجب أن تكون أصيلة بما يضمن دقة الإجراءات المتبعة وسلامة النتائج التي تم التوصل إليها
من خلال هذه الإجراءات.
محددات استخدام
الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي:
هناك الكثير
من الأدوات التي يعتمد عليها الباحثين كأدوات مساعدة في كتابة البحوث العلمية، ولكن
يبقى الغرض من استخدام هذه الأدوات توفير الوقت والجهد وتحسين جودة النتائج التي يتم
الحصول عليها نتيجةً لاستخدام هذه الأدوات، أما الاعتماد الكلي على أي نوع من الأدوات
في كتابة البحث العلمي فإنه يعتبر من أشكال الغش والسرقة الأدبية التي يجدر بالباحثين
أن يبتعدوا عنها للحفاظ على المكانة المهمة للنتاج المعرفي الإنساني الذي كان ولا يزال
حجر الزاوية في زيادة مستوى الرفاهية التي تتصف بها حياة الإنسان في المجتمعات الإنسانية
اليوم، فالبحث العلمي ونتائجه هي الأساس الصلب الذي بنيت عليه مختلف أنواع الصناعات
والتقنيات التي غيرت حياة الإنسان لتأخذ شكلها الحالي.
وختامًا فلا
بد من التأكيد على أن البحوث العلمية التي تحظى باهتمام وبمكانة علمية بين الباحثين
والمختصين في مجالات هذه البحوث، هي تلك التي يبذل الباحثون مجهودًا كبيرًا في كتابتها
من أجل الوصول إلى أفضل النتائج، أما تلك البحوث التي لا تبذل فيها الجهود المناسبة
ولا تحظى بالعناية اللازمة فإنها لن تخرج بالنتائج المرجوة منها.
المرجع:
المركز العربي
للبحوث التربوية لدول الخليج .(2024). الذكاء الاصطناعي في التعليم: الوعود والتحديات، المركز العربي للنشر.
التعليقات
رد